إشارة "واو!": الرسالة الغامضة من الفضاء الخارجي التي حيرت العلماء لـ 72 ثانية

إشارة "واو!"

في ليلة صيفية هادئة عام 1977، كان تلسكوب "الأذن الكبيرة" الراديوي يمسح بهدوء أعماق الكون، يستمع إلى همسات النجوم البعيدة. فجأة، التقط شيئاً لم يلتقطه من قبل. إشارة قوية، مركزة، وغريبة، استمرت لمدة 72 ثانية ثم اختفت إلى الأبد. كانت لحظة غيرت تاريخ البحث عن حياة خارج كوكبنا، وتركت وراءها لغزاً واحداً بسيطاً ومحيراً: من أرسلها؟

[ ... إرسال وارد ... جاري فك التشفير] التاريخ: 1977-08-15 المصدر: برج القوس المدة: 72 ثانية
6EQUJ5

بعد أيام، كان عالم الفلك الشاب جيري إيهمان يراجع البيانات المطبوعة من تلك الليلة. وسط بحر من الأرقام المنخفضة التي تمثل ضوضاء الخلفية الكونية، لاحظ سلسلة من الأحرف والأرقام تبرز بشكل صارخ. كانت الإشارة قوية جداً، أقوى بـ 30 مرة من ضوضاء الفضاء العميق. أمسك إيهمان قلمه الأحمر، ووضع دائرة حول الشفرة المذهلة، وكتب بجانبها الكلمة الوحيدة التي استطاعت أن تعبر عن دهشته: "Wow!". ومنذ تلك اللحظة، عُرفت هذه الإشارة بهذا الاسم.

تحليل الإشارة: لماذا كانت مميزة جداً؟

تردد ضيق: كانت الإشارة مركزة على تردد ضيق جداً (حوالي 1420 ميجاهرتز)، وهو "تردد الهيدروجين". يعتقد العلماء أن أي حضارة ذكية ترغب في التواصل ستستخدم هذا التردد لأنه الأكثر شيوعاً في الكون، مما يجعله "قناة اتصال" عالمية. الإشارات الطبيعية عادة ما تكون واسعة النطاق.

قوة الإشارة: كانت الإشارة قوية بشكل لا يصدق. لتوليد مثل هذه الإشارة، ستحتاج إلى جهاز إرسال بقوة 2.2 جيجاوات، أقوى بكثير من أي جهاز إرسال على الأرض. هذا يشير إلى مصدر طاقة هائل.

"البصمة" المتوقعة: استمرت الإشارة لمدة 72 ثانية، وهو بالضبط الوقت الذي يستغرقه التلسكوب لمسح نقطة واحدة في السماء. بدأت الإشارة ضعيفة، ثم ازدادت قوة عندما كانت في مركز مجال رؤية التلسكوب، ثم خفتت مرة أخرى. هذا يطابق تماماً "بصمة" إشارة قادمة من مصدر ثابت في الفضاء العميق.

لم تتكرر أبداً: هذا هو الجزء الأكثر إثارة للحيرة. على الرغم من مئات المحاولات لمسح نفس الجزء من السماء، لم يتم رصد الإشارة مرة أخرى. لقد كانت مجرد همسة واحدة في ليلة كونية طويلة.

النظريات: من أين أتت؟

على مر السنين، طرحت العديد من النظريات لتفسير مصدر الإشارة، بدءاً من المنطقية وصولاً إلى الخيالية:

  • حضارة خارج كوكب الأرض: هذا هو التفسير الأكثر إثارة. هل كانت رسالة مقصودة من حضارة ذكية، أو ربما مجرد "تسريب" من إحدى تقنياتها؟
  • ظاهرة فلكية نادرة: ربما كانت نتيجة لظاهرة طبيعية لم نرها من قبل، مثل وميض نجم نيوتروني أو اصطدام كويكبات. لكن لا توجد ظاهرة معروفة تطابق تماماً خصائص الإشارة.
  • إشارة أرضية منعكسة: اقترح البعض أنها قد تكون إشارة من قمر صناعي أرضي انعكست عن قطعة من الخردة الفضائية. لكن لم يكن هناك أي قمر صناعي معروف في تلك المنطقة في ذلك الوقت، وهذا لا يفسر التردد الدقيق للإشارة.

... تم فقدان الإشارة ... استئناف مسح السماء

إرسال تعليق