هل تعلم أن أسرع كمبيوتر في العالم يمكنه إجراء كوادريليون عملية في الثانية؟

هل تعلم أن أسرع كمبيوتر في العالم يتجاوز الكوادريليون عملية في الثانية؟

أسرع من الخيال

هل تعلم أن أسرع كمبيوتر في العالم تجاوز الكوادريليون عملية في الثانية؟

قد يبدو الكوادريليون (مليون مليار) رقمًا فلكيًا، لكن الحقيقة أصبحت أسرع من ذلك! أسرع أجهزة الكمبيوتر العملاقة اليوم دخلت عصر "الإكساسكيل" (Exascale)، أي أنها قادرة على إجراء كوينتليون (مليار مليار) عملية حسابية في الثانية الواحدة.

>> سجل البيانات: ما معنى كوينتليون عملية في الثانية؟

لتبسيط هذا الرقم، تخيل أن كل شخص على وجه الأرض (8 مليارات شخص) لديه آلة حاسبة، ويقومون جميعًا بعملية حسابية واحدة كل ثانية. سيستغرق سكان العالم مجتمعين أكثر من أربع سنوات لإنجاز ما ينجزه أسرع كمبيوتر عملاق في ثانية واحدة فقط.

>> سجل البيانات: كيف يعمل؟ (المعالجة المتوازية الهائلة)

يكمن السر في المعالجة المتوازية الهائلة. بدلاً من وجود معالج واحد فائق السرعة، تحتوي هذه الأجهزة على مئات الآلاف، وأحيانًا الملايين، من وحدات المعالجة (CPUs و GPUs) التي تعمل معًا في انسجام تام لحل مشكلة واحدة. الأمر أشبه بمقارنة شخص واحد يحاول بناء مدينة، بجيش كامل من المهندسين والعمال يعملون في وقت واحد.

>> سجل البيانات: لماذا نحتاج إلى هذه السرعة؟

هذه السرعة ليست للتباهي، بل هي ضرورية لحل أعقد المشاكل التي تواجه البشرية. يتم استخدامها في:

  • محاكاة تغير المناخ: لفهم وتوقع أنماط الطقس العالمية بدقة.
  • اكتشاف الأدوية: لمحاكاة تفاعل ملايين المركبات الدوائية مع الفيروسات والأمراض.
  • علم الفلك: لتحليل كميات هائلة من البيانات من التلسكوبات ومحاكاة تكوين المجرات.
  • الذكاء الاصطناعي: لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي الأكثر تعقيدًا وتطورًا.

>> سجل البيانات: نبذة عن العملاق

أجهزة مثل "Frontier" في الولايات المتحدة وغيرها من المشاريع المنافسة في اليابان والصين هي التي تقود هذا السباق. هذه الأجهزة ليست مجرد كمبيوتر واحد، بل هي مبانٍ كاملة تستهلك كميات هائلة من الطاقة وتتطلب أنظمة تبريد متطورة لمنع ارتفاع درجة حرارة مكوناتها.

الخلاصة: هذه الحواسيب العملاقة ليست مجرد آلات حاسبة سريعة، بل هي تلسكوبات رقمية تسمح لنا بالنظر إلى المستقبل، وفهم أعقد الظواهر الطبيعية، وتسريع وتيرة الابتكار العلمي بطرق لم تكن ممكنة من قبل.

لمحة عن الكاتب

أحمد القاسم
مدير موقع العقل الغريب

إرسال تعليق