السباق المحموم لابتكار ساعة ذكية تقيس سكر الدم بدون وخز
المشكلة الحالية: الألم والبيانات المتقطعة
لملايين المصابين بالسكري، مراقبة نسبة الجلوكوز في الدم تعني وخز الإصبع بشكل متكرر أو ارتداء جهاز مراقبة مستمر (CGM) بإبرة صغيرة تحت الجلد. كلتا الطريقتين مؤلمة، وغير مريحة، وتقدم فقط لقطات متفرقة أو شبه مستمرة من البيانات.
الحلم: القياس الضوئي
الحل الذي تتسابق عليه شركات مثل آبل وسامسونج والعديد من الشركات الناشئة يعتمد على التحليل الطيفي الامتصاصي (Absorption Spectroscopy). الفكرة هي تسليط ضوء ليزر آمن وغير مؤذٍ على الجلد. يمر هذا الضوء عبر السائل الخلالي (السائل الذي يحيط بالخلايا تحت الجلد). من خلال تحليل الطول الموجي للضوء المرتد، يمكن لجهاز استشعار فائق الحساسية تحديد تركيز جزيئات الجلوكوز، تمامًا مثل أخذ "بصمة جزيئية".
مسارات بحثية أخرى
بالإضافة إلى التحليل الطيفي، يتم استكشاف تقنيات أخرى مثل استخدام موجات الراديو منخفضة الطاقة، أو أجهزة استشعار كهرومغناطيسية، أو حتى تحليل التغيرات الدقيقة في خصائص العرق على الجلد لتحديد مستويات الجلوكوز بشكل غير مباشر.
العقبات: لماذا لم تصل هذه التقنية بعد؟
- الدقة: الإشارة التي يتم قياسها ضعيفة للغاية، ويمكن أن تتداخل معها جزيئات أخرى في الجسم، مما يجعل الحصول على قراءة دقيقة باستمرار تحديًا هائلاً.
- الاتساق: عوامل مثل لون البشرة، ومستويات الترطيب، ودرجة حرارة الجسم يمكن أن تؤثر جميعها على القراءات، مما يتطلب خوارزميات معقدة للغاية للمعايرة.
- التصغير واستهلاك الطاقة: حشر هذه التكنولوجيا المعقدة والمستهلكة للطاقة في حجم ساعة ذكية هو إنجاز هندسي بحد ذاته.
- الموافقة التنظيمية: الأهم من ذلك كله، يجب أن تثبت هذه التقنية أنها دقيقة وموثوقة تمامًا مثل الأجهزة الطبية الحالية للحصول على موافقة الهيئات الصحية مثل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA)، وهي عملية تستغرق سنوات من الاختبارات الصارمة.
الوعد: مستقبل إدارة السكري
عندما تصل هذه التقنية أخيرًا، ستغير كل شيء. سيتمكن المرضى من مراقبة نسبة السكر في الدم بشكل مستمر وبدون ألم، مما يسمح لهم بفهم كيفية تأثير الطعام والتمارين الرياضية والنوم على أجسامهم في الوقت الفعلي. سيؤدي هذا إلى تحكم أفضل في المرض، وتقليل المضاعفات، ومنح الملايين حرية ونوعية حياة أفضل.