الرجل المجهول الذي وُجد على الشاطئ وبحوزته شفرة لم تُحل حتى اليوم

ملف القضية: 01-12-1948

في صباح اليوم الأول من ديسمبر 1948، على شاطئ سومرتون في أديلايد، أستراليا، تم العثور على جثة رجل مجهول الهوية. كان يرتدي بدلة وربطة عنق، وحذاءه لامع، مستلقياً على الرمال ورأسه مسنود على جدار بحري. لا يوجد أي أثر لعنف، ولا يوجد أي تعريف للهوية. بدا وكأنه رجل أعمال أنيق قرر أن يأخذ قيلولة على الشاطئ... ولم يستيقظ أبداً. كانت هذه هي البداية الهادئة لواحدة من أكثر القضايا غموضاً وتعقيداً في القرن العشرين.

سجل الأدلة: خيوط رفيعة في متاهة من الغموض

هوية ممحوة

كانت جميع العلامات التجارية مقطوعة من ملابسه. لم يكن يحمل محفظة أو أي أوراق ثبوتية. كل ما يمكن أن يدل على هويته تم إزالته بعناية فائقة، مما يشير إلى أن إخفاء هويته كان مقصوداً، وليس مجرد صدفة.

الحقيبة في المحطة

عثرت الشرطة على حقيبة بنية في محطة قطار أديلايد، يُعتقد أنها تخص الرجل. بداخلها، المزيد من الملابس التي أزيلت علاماتها، وأدوات غريبة مثل فرشاة استنسل حادة، ومقص، وسكين، مما زاد من الشكوك حول كونه جاسوساً.

الجيب السري والكلمة الفارسية

بعد شهور، اكتشف المحققون جيباً سرياً صغيراً مخيطاً في بنطال الرجل. بداخله، قطعة ورق صغيرة ملفوفة بعناية، مطبوع عليها كلمتان فقط: "Tamám Shud". تم التعرف عليها على أنها عبارة فارسية تعني "لقد انتهى" أو "اكتمل".

رباعيات الخيام

تم تتبع قطعة الورق إلى نسخة نادرة جداً من كتاب "رباعيات عمر الخيام". أطلقت الشرطة نداءً وطنياً، وعثر طبيب محلي على الكتاب في المقعد الخلفي لسيارته غير المقفلة. كانت الصفحة الأخيرة، التي تحتوي على عبارة "تمام شد"، ممزقة منه. كان هذا هو الخيط الأهم في القضية.

الشفرة التي لا تقهر

في الجزء الخلفي من نسخة الرباعيات التي تم العثور عليها، كتبت خمسة أسطر من الحروف العشوائية بقلم رصاص خافت. بدت وكأنها شفرة. تم عرضها على أفضل محللي الشفرات في أستراليا، وحتى على الجمهور، لكن حتى يومنا هذا، لم يتمكن أحد من فك رموزها. لا تزال واحدة من أشهر الشفرات التي لم تُحل.

WRGOABABD
MLIAOI
WTBIMPANETP
MLIABOAIAQC
ITTMTSAMSTGAB

خيط رفيع في الظلام: الممرضة واللغز الأعمق

الأمر الأكثر إثارة للدهشة كان وجود رقم هاتف غير مدرج مكتوباً أيضاً في ظهر الكتاب. قاد الرقم الشرطة إلى ممرضة شابة تدعى جيسيكا "جو" تومسون. عند عرض تمثال جصي لوجه الرجل عليها، بدت مصدومة و"على وشك الإغماء"، لكنها أنكرت معرفتها به. اعترفت بأنها كانت تمتلك نسخة من "الرباعيات" وأعطتها لرجل يُدعى ألفريد بوكسال. للحظة، ظن الجميع أن القضية قد حُلت... لكن عندما عثرت الشرطة على بوكسال، كان على قيد الحياة، ونسخته من "الرباعيات" لا تزال سليمة، مع عبارة "تمام شد" في مكانها. هذا يعني أن الرجل الميت كان لديه نسخة أخرى، مما جعل لغز علاقته بالممرضة أعمق وأكثر غموضاً.

إرث من الغموض

من كان الرجل السومرتوني؟ هل كان جاسوساً من حقبة الحرب الباردة، قُتل بسم لا يمكن تعقبه؟ أم عاشقاً يائساً، ترك رسالة انتحار مشفرة؟ أم أن الحقيقة شيء آخر تماماً؟ في عام 2021، تم استخراج جثته لإجراء تحليل الحمض النووي على أمل أن تتمكن التكنولوجيا الحديثة أخيراً من كشف هويته. وحتى ذلك الحين، يظل الرجل الذي حمل معه نهاية قصيدته إلى قبره، لغزاً ينتظر حلاً، وتظل شفرته صامتة، تحتفظ بأسرارها منذ أكثر من سبعين عاماً.

إرسال تعليق