لماذا خرجوا حفاةً إلى جليد الموت؟ اللغز المرعب لحادثة ممر دياتلوف

تقرير الحادث // مبوب
  • التاريخ: فبراير 1959
  • الموقع: جبل الموتى، شمال الأورال، الاتحاد السوفيتي
  • الموضوع: 9 متزلجين من ذوي الخبرة
  • الحالة: مأساة غير مفسرة

في شتاء عام 1959، انطلقت مجموعة من تسعة من المتزلجين والرحالة السوفييت، معظمهم طلاب من معهد البوليتكنيك في الأورال، في رحلة تزلج شاقة عبر جبال الأورال الشمالية. كانوا شباباً، أقوياء، ومن ذوي الخبرة العالية. لكنهم لم يعودوا أبداً. ما وجدته فرق البحث والإنقاذ لم يكن مجرد مشهد مأساوي، بل كان مسرح جريمة مستحيل، ولغزاً يتحدى كل منطق وتفسير حتى يومنا هذا.

مسرح الحادث: خيمة ممزقة في صقيع لا يرحم

عندما وصلت فرق البحث إلى موقع المخيم الأخير للمجموعة، كان أول ما أثار حيرتهم هو الخيمة. لقد تم تمزيقها بحدة... من الداخل. بدا وكأن قوة ما، داخل الخيمة، قد أجبرت أفرادها على الهروب بشكل محموم، متجاهلين المخرج الطبيعي للخيمة. كل ممتلكاتهم - الملابس الدافئة، الأحذية، الطعام، وحتى الفؤوس - تُركت خلفهم. في الخارج، في درجة حرارة تصل إلى 30 درجة تحت الصفر، لم تكن هناك سوى آثار أقدام. آثار لثمانية أو تسعة أشخاص، بعضهم يرتدي جوارب فقط، وبعضهم حافي القدمين تماماً، تتجه بعيداً عن أمان الخيمة، نحو الغابة المتجمدة.

سجل الضحايا: قصة مرعبة ترويها الجثث

تم العثور على الجثث على مراحل، وكل مجموعة تروي فصلاً أكثر رعباً من سابقتها.

  • المجموعة الأولى (تحت شجرة الصنوبر): تم العثور على أول جثتين على بعد حوالي 1.5 كيلومتر من الخيمة، بجانب بقايا نار صغيرة. كانا يرتديان ملابسهما الداخلية فقط. أيديهما كانت محترقة، مما يشير إلى محاولة يائسة لإشعال النار.
  • المجموعة الثانية (العودة إلى الخيمة): تم العثور على ثلاث جثث أخرى، بما في ذلك قائد الرحلة إيغور دياتلوف، في مواقع متفرقة بين شجرة الصنوبر والخيمة. بدا أنهم كانوا يحاولون العودة بشكل يائس إلى المخيم، لكنهم تجمدوا حتى الموت في الطريق.
  • المجموعة الثالثة (في الوادي): بعد شهرين، ومع ذوبان الثلوج، تم العثور على الجثث الأربع المتبقية في وادٍ قريب. هنا، وصل اللغز إلى ذروة الرعب. لقد عانوا من إصابات داخلية مروعة: كسور في الأضلاع، وجمجمة محطمة، مماثلة لتلك التي تحدث في حوادث السيارات عالية السرعة، ولكن... بدون أي كدمات أو جروح خارجية تذكر. إحدى الضحايا كانت مفقودة اللسان والعينين.

الأدلة الشاذة: أسئلة بلا إجابات

  • الخيمة الممزقة: ما الذي يمكن أن يدفع 9 أشخاص متمرسين إلى تمزيق خيمتهم من الداخل والهرب حفاة إلى جليد قاتل؟
  • الإشعاع: تم العثور على مستويات منخفضة ولكن غير طبيعية من الإشعاع على ملابس بعض الضحايا. مصدره غير معروف.
  • الأجسام المضيئة: أفاد متجولون آخرون وسكان محليون برؤية "كرات برتقالية" غريبة ومضيئة في السماء في تلك المنطقة، في نفس الليلة التي وقعت فيها المأساة.
  • الإصابات المستحيلة: كيف يمكن لشخص أن يصاب بكسور داخلية هائلة دون أي ضرر خارجي واضح للجلد أو الأنسجة؟

فرضيات التحقيق: محاولة لفهم ما لا يُفهم

فرضية الانهيار الجليدي

التفسير الرسمي (المُعاد فتحه لاحقاً)

تفترض أن انهياراً جليدياً صغيراً غطى جزءاً من الخيمة، مما أجبرهم على الخروج بسرعة والابتعاد إلى مكان آمن. لكن هذا لا يفسر سبب عدم عودتهم بعد زوال الخطر، ولا يفسر الإصابات الداخلية الغريبة أو الإشعاع.

فرضية الاختبار العسكري السري

نظرية مؤامرة شائعة

يعتقد الكثيرون أن المجموعة تعثرت بالصدفة على اختبار سلاح سري سوفيتي (ربما صوتي أو إشعاعي)، مما تسبب في حالة من الذعر أو الإصابات المباشرة. هذا يفسر سرية التحقيق الأولي، والإشعاع، والأجسام المضيئة، والإصابات الغريبة.

فرضية صوتية (الموجات تحت الصوتية)

تفسير علمي ولكن غير مؤكد

تقترح أن شكل الجبل والرياح القوية قد ولّدا موجات صوتية منخفضة التردد (تحت صوتية)، والتي يمكن أن تسبب شعوراً قوياً بالذعر والهلع والغثيان لدى البشر، مما دفعهم إلى الهرب بشكل غير عقلاني.

الاستنتاج النهائي

القضية لا تزال مفتوحة // سبب الوفاة : قوة قاهرة مجهولة

إرسال تعليق