سجلات البلاط الملكي
القصة الحقيقية المأساوية التي ألهمت حكاية "الجميلة والوحش"
"الوحش": بتروس غونسالفوس
لم يكن هناك وحش حقيقي، بل كان هناك رجل يدعى بتروس غونسالفوس، وُلد في جزر الكناري عام 1537. كان بتروس مصابًا بحالة وراثية نادرة تسمى "فرط الشعر" (Hypertrichosis)، والتي تسببت في نمو شعر داكن كثيف على وجهه وجسده بالكامل. في ذلك العصر، كان يُشار إلى المصابين بهذه الحالة باسم "رجال البرية".
الحياة في البلاط الملكي
عندما كان طفلاً، تم إرساله كهدية إلى بلاط الملك هنري الثاني ملك فرنسا. بدلاً من وضعه في قفص، قرر الملك إجراء تجربة: هل يمكن لـ "الرجل المتوحش" أن يصبح نبيلاً؟ تم منحه تعليمًا راقيًا، وتعلم التحدث بعدة لغات، وتصرف بآداب الطبقة الأرستقراطية. لقد كان وحشًا في المظهر، ولكنه كان رجلاً مثقفًا ومهذبًا في الداخل.
"الجميلة": كاثرين
بعد وفاة الملك هنري، قررت زوجته، الملكة كاثرين دي ميديشي، المضي قدمًا في التجربة. أرادت أن تعرف ما إذا كان بتروس يمكن أن يتزوج وينجب أطفالًا. تم ترتيب زواجه من فتاة جميلة يُعتقد أن اسمها كان كاثرين، وهي ابنة أحد الخدم في البلاط الملكي. يُقال إنها لم ترَ وجه زوجها المستقبلي إلا يوم زفافهما.
الإرث المأساوي: عائلة من العجائب
أنجب بتروس وكاثرين سبعة أطفال، ورث أربعة منهم حالة والدهم. أصبحت العائلة مشهورة في جميع أنحاء أوروبا، لكنهم لم يكونوا أحرارًا حقًا. كانوا يُعتبرون ملكية البلاط، وكانوا يُرسلون من بلاط ملكي إلى آخر كتحف غريبة ومثيرة للدهشة. تم رسم العديد من اللوحات لهم، لكنهم لم يُسمح لهم بالعيش حياة طبيعية. قصتهم، قصة الرجل "الوحشي" ذو القلب النبيل وزوجته الجميلة، انتشرت في جميع أنحاء أوروبا، وأصبحت مصدر إلهام مباشر.
الحقيقة التاريخية
القصة الخيالية لـ "الجميلة والوحش"، التي كتبتها غابرييل-سوزان دي فيلنوف عام 1740، أضافت العناصر السحرية مثل القلعة المسحورة واللعنة التي يمكن كسرها بالحب. لكن جوهر القصة - فكرة النظر إلى ما وراء المظهر الخارجي المخيف لرؤية الإنسان النبيل في الداخل - مستوحاة بشكل مباشر من القصة الحقيقية والمؤثرة لبتروس وكاثرين غونسالفوس.